نزع ملكية أراضي مهرجان الجنادرية وميدان الفروسية: بين التطوير الحضري والحفاظ على التراث الثقافي

في خطوة تعكس التوازن بين التنمية الحضرية والحفاظ على التراث الثقافي، أعلنت الجهات المعنية في المملكة العربية السعودية عن قرار نزع ملكية أراضي مهرجان الجنادرية وميدان الفروسية. يهدف هذا القرار إلى تنفيذ مشروع سكني ضخم يُعرف بـ"ضاحية الفرسان"، والذي يتماشى مع رؤية المملكة 2030 في توفير السكن للمواطنين وتعزيز جودة الحياة.

تفاصيل القرار:

بناءً على توجيهات المقام السامي، تم الاتفاق على نقل نادي الفروسية وجميع إسطبلات الخيل من موقعها الحالي في الجنادرية إلى الأرض الفضاء الملاصقة للنادي من الجهة الشرقية. يأتي هذا القرار في إطار تنفيذ مشروع "ضاحية الفرسان" الذي يهدف إلى بناء 100 ألف وحدة سكنية. وقد تم تحديد مدة أقصاها سنة واحدة من تاريخ الإفراغ لإتمام عملية النقل، مع تعويض أصحاب الإسطبلات عن الأنقاض فقط .

أهمية ميدان الجنادرية:

يُعد ميدان الملك عبد العزيز للفروسية في الجنادرية من أبرز المعالم الرياضية والثقافية في المملكة. تأسس نادي الفروسية السعودي رسميًا عام 1385 هـ، وتم نقل الميدان إلى الجنادرية ليغطي مساحة 9 كيلومترات مربعة. يضم الميدان مضمار السباق الرئيسي، مضمار التدريب، أبراج التصوير والإنارة، ومنصة رئيسية تتسع لعدد كبير من المشاهدين .(Wikipedia)

استضاف ميدان الجنادرية العديد من الفعاليات الهامة، منها مهرجان خادم الحرمين الشريفين للهجن، والذي شهد مشاركة 15 دولة وجوائز مالية تجاوزت 70 مليون ريال. كما تم تنظيم بطولة "كأس السعودية" لسباقات الخيل، والتي تُعد من أغلى سباقات الخيل في العالم بجوائز تصل إلى 37.6 مليون دولار .

يمثل نقل إسطبلات الخيل من الجنادرية تحديًا كبيرًا، خاصةً فيما يتعلق بالحفاظ على التراث الثقافي والرياضي المرتبط بالمكان. ومع ذلك، فإن المشروع السكني الجديد يوفر فرصة لتلبية احتياجات السكان المتزايدة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

و قد تباينت ردود الفعل حول القرار، حيث أعرب البعض عن قلقهم من فقدان جزء من التراث الثقافي، بينما رحب آخرون بالمشروع السكني الجديد الذي سيساهم في حل أزمة الإسكان في الرياض. وأكدت الجهات المعنية التزامها بالحفاظ على التراث الثقافي من خلال نقل الفعاليات إلى مواقع جديدة مجهزة بأحدث التقنيات.

يُعد قرار نزع ملكية أراضي مهرجان الجنادرية وميدان الفروسية خطوة مهمة نحو تحقيق التوازن بين التطوير الحضري والحفاظ على التراث الثقافي. ومن خلال التخطيط السليم والتعاون بين الجهات المعنية، يمكن تحقيق أهداف التنمية المستدامة دون التفريط في الموروث الثقافي للمملكة.