الميتافيرس: ثورة تقنية تقودها استثمارات الشرق الأوسط – سعودي 365 ينفرد بالتفاصيل

شهد العالم تحولاً جذرياً نحو الرقمنة خلال السنوات الأخيرة، حيث تم بناء عالم افتراضي متكامل يُعرف باسم "الميتافيرس". يطرح هذا العالم الافتراضي إمكانات غير محدودة من خلال دمج التكنولوجيا الحديثة والواقع الممتد (XR)، ويبدو أن الشرق الأوسط يقود هذه الثورة الرقمية بخطوات عملاقة.

الميتافيرس: ما بين الاستثمار والرؤية المستقبلية
وفقًا لتحقيق خاص أجرته "سعودي 365"، تتجه الحكومات في الشرق الأوسط بشكل متزايد إلى الاستثمار في الميتافيرس. ومن أبرز الأمثلة على ذلك إعلان مشروع "نيوم" في السعودية عن استثمار ضخم بقيمة مليار دولار في مجال الميتافيرس وتطبيقات الذكاء الاصطناعي خلال عام 2022 فقط. هذا الاستثمار يعكس الرؤية الطموحة لتوظيف التكنولوجيا في تحسين جودة الحياة وتعزيز قطاعات مثل الإعلام، التجارة الإلكترونية، والخدمات الحكومية.

كما استضافت "مؤسسة دبي للمستقبل" حدثاً عالمياً بعنوان "ملتقى دبي للميتافيرس"، حيث سلط الضوء على الإمكانات الاقتصادية لهذا العالم الافتراضي. هذه الجهود تمثل تحولاً نوعياً في كيفية تفاعل الشركات والأفراد مع التكنولوجيا في المنطقة.

زيادة الطلب على حلول تخزين البيانات
مع التوسع المستمر للميتافيرس، يصبح تخزين البيانات تحدياً رئيسياً. ظهرت نظرة حصرية على أهمية توفير حلول تخزين متقدمة لدعم العوالم الافتراضية.
يُقسَّم تخزين البيانات إلى نوعين رئيسيين:

1. التخزين المباشر: يتعامل مع البيانات الحية التي يجب الوصول إليها فوراً مثل إنشاء الشخصيات الافتراضية وتحديث العوالم في الوقت الفعلي.

2. التخزين الثانوي: مخصص للبيانات المؤرشفة التي تُستخدم لاحقاً مثل تسجيلات الجلسات أو بيانات المستخدمين.

توضح دراسة أجريت أن استخدام تقنيات التخزين المباشر أصبح ضرورة ملحة مع توسع الميتافيرس. تعتمد هذه الحلول على محركات الأقراص ذات الحالة الصلبة (SSD)، والتي تقدم سرعة وكفاءة عالية. في المقابل، يُعد التخزين الثانوي خياراً مثالياً للبيانات التي تحتاج إلى الحفظ لفترات طويلة دون استهلاك الموارد الفورية.

التسوق عبر الميتافيرس: نقلة نوعية في التجارة الإلكترونية
أظهرت نتائج بحث حديث أجراه "YouGov" أن 53% من سكان الإمارات يفضلون استخدام أدوات الواقع الافتراضي لشراء الملابس، بينما يعتمد 46% منهم على هذه الأدوات لشراء الأجهزة المنزلية. يعكس هذا التحول تزايد اعتماد المستهلكين على تقنيات الميتافيرس للتسوق، مما يعزز مكانة الشرق الأوسط كمركز عالمي للتكنولوجيا الرقمية.

أبعاد جديدة للترفيه والتجارب الحية
يكشف تحقيق "سعودي 365" أن الميتافيرس ليس مجرد بديل ثلاثي الأبعاد للإنترنت، بل هو بيئة متكاملة تدمج التجارب المادية والرقمية. الفعاليات الحية والأحداث الترفيهية أصبحت جزءاً لا يتجزأ من هذا العالم الافتراضي، حيث يمكن للمستخدمين التفاعل مع المحتوى بشكل لم يكن ممكناً من قبل.

التحديات والفرص أمام الشركات
رغم الإمكانات الهائلة للميتافيرس، تواجه الشركات تحديات كبيرة في تخزين ومعالجة البيانات الحساسة. تؤكد "سعودي 365" أن الحل يكمن في تطوير استراتيجيات تخزين مبتكرة تعتمد على تصنيف البيانات حسب الأولوية. على سبيل المثال:

• البيانات المباشرة: تشمل بيانات الإنتاج الحية، والتي تحتاج إلى توافر سريع.

• البيانات الثانوية: تشمل البيانات المؤرشفة، والتي تُستخدم لأغراض مستقبلية مثل التحليلات والذكاء الاصطناعي.

رؤية الشرق الأوسط للميتافيرس
من خلال متابعة خاصة لـ"سعودي 365"، يُظهر الشرق الأوسط طموحاً غير مسبوق في تبني الميتافيرس كأداة لتطوير القطاعات الحيوية. اختارت "Metaverse Holdings" دبي وأبوظبي كأول مدينتين عالميتين يتم تكرار تجربتهما في العالم الافتراضي، مما يبرز ريادة المنطقة في هذا المجال.

الخطوات المطلوبة لتحقيق النجاح في الميتافيرس
يرى الخبراء   أن تحقيق النجاح في هذا العالم الافتراضي يتطلب تعزيز الابتكار في حلول التخزين، وضمان الأمان والخصوصية للبيانات. كما يجب أن تتمتع هذه الحلول بالمرونة الكافية للتعامل مع النمو الهائل المتوقع في حجم البيانات.

الخلاصة
يُعتبر الميتافيرس بوابة إلى المستقبل، حيث يدمج بين الابتكار التكنولوجي والفرص الاقتصادية.   أن استثمارات الشرق الأوسط في هذا المجال تمثل خطوة جريئة نحو بناء عالم رقمي متكامل. ومع التحديات التي تواجهها الشركات، يبقى الابتكار في حلول تخزين البيانات عاملاً حاسماً لدعم هذا التحول الرقمي.

من الواضح أن الميتافيرس لن يكون مجرد مرحلة عابرة، بل هو المستقبل الذي يغير قواعد اللعبة في كافة القطاعات. تابعوا المزيد من التفاصيل حول أحدث تطورات الميتافيرس حصرياً على "سعودي 365".